لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
كلمة حول طلب العلم
3273 مشاهدة
كلمة حول طلب العلم

... وعلى آله وصحبه.
أتكلم حول أهمية العلم وطلبه وطرق تناوله، بمناسبة أن هؤلاء الشباب المتواجدين يهمهم العلم، ويهمهم الاجتهاد في طلب العلم.
فأولا: العلم هو العلم الشرعي الذي هو ميراث الأنبياء، علم الكتاب وعلم السنة الذي يعتمد على كلام الله تعالى وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم- وكلام أهل العلم الذي استنبطوه من الكتاب والسنة، فهذا هو العلم الذي ينبغي أن يكون المسلم مهتما بتعلمه.
وقد دل على فضل تعلمه حديث أبي الدرداء المشهور، قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهل الله له طريقا إلى الجنة. وهذا فضل كبير يدل على أن كل من سلك طريقا أي سار وسلك مكانا يلتمس فيه علما أيًّا كان ذلك الطريق طويلا أو قصيرا؛ فله هذا الأجر الكبير.
ومعنى ذلك أنه إذا ذهب إلى مدرسته، أو إلى معهده لطلب العلم؛ فإن ذلك طريق إلى الجنة، وكذلك إذا ذهب إلى حلقة من حِلَق العلم في المساجد أو في مجتمعات؛ كان ذلك طريقا يسلكه، يُسلك به طريق إلى الجنة، وكذلك إذا ذهب إلى مجتمع علمي لم يكن حامله إلا طلب العلم؛ كان ذلك أيضا من الطرق التي توصله إلى الجنة وإلى رضا الله تعالى.
وقد عمل بذلك سلف الأمة -رحمهم الله- واهتموا بطلب العلم أتم اهتمام؛ فكان بعضهم يغيب أربعة أشهر، أو شهرين لأجل حديث أو حديثين أو أحاديث قليلة يتحصل عليها، مع صعوبة المواصلات في زمانهم، وكثير منهم يغيب سنة أو سنوات لأجل التعلم حرصا منهم على أن يكونوا من أهل هذا الطريق الذي يؤدي بهم إلى رضا الله تعالى وإلى ثوابه.
وكذلك أيضا ركبوا الصعوبات، وصبروا على المتاعب كل ذلك لأجل أن يعملوا بهذا الحديث؛ ليسلك الله تعالى بهم طريقا إلى الجنة، فكانوا يصلون النهار بجزء من الليل لأجل أن يعملوا بهذا الحديث، وربما يسهرون الليل مع صعوبة التعلم في زمانهم، ولكن من نَهْمَتِهِمْ في العلم يجدون ذلك خفيفا، ويجدون له لذة في تعلمهم، لا شك أن هذا كله يحملهم عليه الرغبة في طلب العلم، فكانوا يتعبون أشد التعب.